INPS Japan
HomeLanguageArabicالنساء والماء لا ينفصلان من أجل التنمية المستدامة

النساء والماء لا ينفصلان من أجل التنمية المستدامة

من طرف كريستا برايس

فيينا (IDN) – رفاهة غالباً ما يتم التغاضي عنها، الماء الذي يتم تقديمه في مقر الأمم المتحدة بفيينا يأتي من مصدر محلي من الجبال الموجودة خارج المدينة. يعتبر الماء، في النمسا، مفخرة لها. بغض النظر عن التزام قطاع المياه في هذه الدولة المتقدمة بنظم المياه الجيدة، فهو يلتزم كذلك بالممارسات المستدامة الخاصة بصناعة المياه والنفايات. بالنسبة للنمساويين، والأشخاص الذين يزورون قاعات المؤتمرات التابعة للأمم المتحدة في فيينا، فإن مياه الشرب هي نعمةٌ استثنائية.

للأسف، ليس هذا هو الحال بالنسبة لجزء كبير من سكان العالم. لقد خلق التصنيع السريع المقترن بالنمو المتزايد باستمرار لسكان العالم، عالماً يزداد فيه الطلب على المياه في ظل تناقص العرض فيه بسرعة. هناك ما يقرب الـ 60٪ من سكان العالم الذين يفتقرون إلى مراحيض آمنة أو أنظمة النفايات. علاوة على ذلك، هناك حوالي 2.1 مليار شخص يستعملون مصادر غير معالجة من مياه الشرب يومياً.

بل أكثر من ذلك، عندما تكون إدارة المياه متخلفة في مجتمع ما، فغالباً ما تجد المرأة نفسها مسؤولة على تعبئة وتوفير المياه. تستخدم النساء الماء، في العديد من المجتمعات الريفية، كعنصر رئيسي عند تحضير الغذاء، تنظيف المنزل، أنظمة مياه الصرف الصحي وأكثر من ذلك.

أشار الدكتور بيتر ويش من جامعة الموارد الطبيعية وعلوم الحياة في فيينا، خلال ندوة حديثة في مؤتمر ACUNS للأمم المتحدة بفيينا، إلى أهمية نوع الجنس “من أجل السلام والتنمية المستدامة”، مضيفًا بأن “المرأة تلعب دورًا أساسيًا في المعركة من أجل عالمٍ قابلٍ للعيش، في الكفاح من أجل المياه الصالحة للشرب”.

وأضاف بأن ترابُط التعليم (SDG 4)، المساواة بين الجنسين (SDG 5) والمياه النظيفة ومياه الصرف الصحي (SDG 6) واضح ولا نقاش فيه. بمثل ذلك، فإن إدارة المياه بشكل أفضل هي الأخرى مسألة بالغة الأهمية إذا أردنا تحسين رفاهية المرأة في جميع أنحاء العالم. ثم قال بأنه يجب على السياسات أن تكون مركزة على نوع الجنس من أجل التأثير على المجتمعات التي تكون فيها المياه نادرة أو التي تكون فيها إدارة الموارد غير متطورة. يجب أن يكون تصميم السياسات مصمما ومواتياً لاحتياجات النساء اللواتي يحملن العبء.

ترى مارييت فيرهوف-كوهين، رئيسة سوروبتيميست الدولية والمرأة من أجل المياه للشراكة (Soroptimist International et Women for Water Partnership)، بأن “الماء والمرأة مرتبطان جداً … غالباً ما تفتقر المرأة إلى السلطة الاجتماعية والسياسية، وبالتالي، يتم استبعادها وتهميشها بشكل منهجي من جميع عمليات صنع القرار”. أشارت السيدة فيرهوف-كوهين، خلال تدخلها في مؤتمر ACUNS، إلى أهمية إعادة صياغة الحواجز الاجتماعية والمؤسسية القائمة على التمايز بين الجنسين في صناعة المياه لضمان تطوير سياسات مائية فعالة بالنظر إلى الوضعية الحالية التي تقوض فعالية سياسات إدارة المياه في تلك المجتمعات.

كنتيجة لذلك، قررت مؤسسة سوروبتيميست الدولية، وهي مجموعة تضم 75.000 عضو من 122 دولة، أن تركز عملها للفترة الممتدة من 2017 إلى 2019 على النساء، المياه والقيادة. وفر مشروع رائد مماثل للمزارِعات في كينيا تدريباً مهنياً وخبرة لإنتاج عوائد زراعية أعلى باستخدام مياه أقل. الهدف من هذه المبادرة هو تمكين النساء وإعطائهن معرفة أفضل للمياه، وبالتالي تحسين نتائج حصادهن وزيادة استقلالهن الاقتصادي.

يجب على تطوير السياسات المتعلقة بإدارة المياه أن تتماشى مع احتياجات المرأة حتى يكون لها تأثيرا على المرأة في المجتمعات الريفية في أفريقيا أو آسيا والمرأة المسؤولة عن جلب المياه في المجتمعات الغجرية في هنغاريا وفي أماكن أخرى حول العالم. نبهت السيدة فيرهوف-كوهين على ضرورة “وضع المرأة كعنصر قيادي وخبير نشط، كشريكة وعميلة للتغيير” في جميع مجالات المياه: السياسة، تنمية المجتمع والمجال التطبيقي.

في الوقت الذي تواصل فيه الأمم المتحدة السعي من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة في جميع المجالات، قالت، من المهم جدا أن تكون السياسات التي تجعل مياه جبال الألب محبوبة بسهولة في مقر الأمم المتحدة بفيينا، أولوية وأن تركز على التمايز الجنسي لصالح المرأة في جميع أنحاء العالم. [IDN-InDepthNews – في 26 يناير 2018]

Most Popular